العلاج والمرأة المسلمة



العلاج  والمرأة المسلمة

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى متى يااولياء الأمور هذا التهاون البغيض منا في تدبير اهم شئوننا حساسا؟ لقد لبثت مليّا حينا من الدهر افكر في شأن كاد يفطر قلبي. سؤالي هنا مباشرة.ما موقف الدين في معالجة الطبيب الكافر للمرأة المسلمة ؟ خاصة في شئون الولادة ؟ إن كان أباح للضرورة. وماحدّ الضرورة؟ هذا الذى يجرى الأن لآ لاف المسلمات من الكشف للولادة على ايدى هؤلاء الكفرة. ايعتبر هذا ضرورة ؟ ام وهن  ولا مبالاة  قذفه الله فى قلوب الرجال جزاء التفريط في الأمر هذا.


        إخواني! كل فاجعة في الدنيا تهون إلا هذه. لأنه الطامة الكبرى توجع فؤادنا ان نرسل بناتنا ونسائنا للولادة إلى هؤلاء. أبعد ان قدّمنا التربية الدينية على العفة والحشمة والحياء نرسلها برضًى او كره لتضع الحمل على يد الطبيب؟!! اين دماغنا؟ هى مسكينة مع هذا تفقد شرفا طالما حفظها واعتزت بها. وترجع وقد ديست  كرامتها. بالله اسألك ما قيمة إمرأة ضاع  منها الشرف وجُلِب اليها العار؟
إعلموا يا دعاة الإسلام! انه من الخزي في افحش صورته ان يطلع على عورة إمرأة احدٌ ولو كان من اولى قربى غير زوجها. واعظم منه خجلا ان تكشف على طبيب مسلم ,واشد منه عيبا ورديئة , ان تتعرى لطبيب كافر. فكيف الأمر اذا كان مع الطبيب المعلمِ طُلاب الطب؟ أرى اَنَّ لنا حسابا عسيرا لهذا التهاون الفظيع منا. لنرجع البصرالى الزمن المنصرم القريب والبعيد. كيف ولدت جداتنا اولادهن داخل البيوت على الخفاء؟ ما مسهن عيب ولاعار. كيف تبدل الزمن؟ وكيف عُرى الحياء وانفصل من صدور النساء؟ وما ظنك ان سمعت من زوجة عالم ديني , او استاذ مدرسي. انها تفضل ان تلد على يد طبيب كافر اكثر من مسلم. لأنها تقول من غير استحياء انَّ الحياء تغشاها امام المسلم,بينما هذا امام الكافر مفقود.لأنه كافر!!!  لينظرماشاء لانبالى!!! االله !!! انقلب الأمر رأسا على عقب. يا ربنا حِمايتك. ومن العجيب ان أمة النساء يعتبرن اوامر الطبيب ونواهيه كانها وحي من ملأ الأعلى. لا يرد له امر قط. لأن الطبيب لا يهوى ولا يلذ!!! من يدري كم يوارَي امور ذات بال تجرى وراء الجدران باسم الفحص والعلاج الطبى في كل مرات الحمل؟ هي مسكينة لاتبوح بالمنكر للزوج ان حدث. لأنه وراء الجدار منتظر!!! ولا لوليه خوفا من الفضيحة, او وجلا من جفو الزوج المسكين.   
         ما رأيك ان كانت تُمس ثدى النساء او تُضغط فى بطنها لشكوى منها في رأسها او قدمها؟  لنغض البصر ان كانت هذه واحدة او ثانية ولكن ماذا ترى في هذه الأُلوف المؤلفة من النساء يلدن عبر الزمن على يد الاطباء لايستحن شيئا ولا رأسا... عيبنا اننا امة لا نعقل إدارة شئوننا بأفراد قومنا...هنا أسألك السرَّ المخفي فى ان تستر وجهها وتلبس جلبابها. ثم تكشف اغلا ما لديها باسم الكشف الطبى فى كل شهور؟ أين الحياء الذى من الإيمان؟ اين اولو الالباب واصحاب العقول. واين البديل الإسلامى؟ومن هم اصحاب المسئولية؟ إلى من نرفع نحن الحديث : « كُلُّكُمْ رَاعٍ، وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ » البخاري 893
لنفرض إن كان الأثرياء يذهبون بنسائهم إلى طبيبة لتضع على عصمة وحشمة وهُنّ قِلّة. فما جوابنا فى هؤلاء الكثرة الساحقة وهن فى خطّ الفقروالمتربة؟ وإن قيل لنا من باب الفقه. قاعدة عامة  "الضرورات تبيح المحضورات" سالناك  باسم ربك العظيم اىّ إباحة وتيسير فى الكشف دائما وابد الدهر؟ ومتى يتغير هذا الوضغ منا ونفتح اعيننا؟ اى إسلام يرضى لبناته هذا الوضع السيء؟ الحقيقة إننا اسأنا التدبير, وغفلنا فى شئون ديننا ودنيانا واهتممنا بالقشور اكثر من اللبّ, حتى صرنا فى مؤخرة الركب الإنسانى. واصبحنا يدير أمورنا االكفرة الفجرة.
السنا نحن الذىن نرفع اصواتنا عبر المنابر. ان امنعوا نسائكم من الخروج امام الأجانب.وكُفّوا من الأختلاط كذا وكذا,ونستدل لهذا من آيات القرآن البينات والاحاديث النبوية. بعد هذا كله إن كشفت للطبيب اغلاها وبعد ان سترت الوجه ولبست الجلباب والخمار اتقولون انها ضرورة؟ إذن ما اشد غباوتنا؟ واين ذهبت عقولنا؟ وما هذا الشلل فى الهمم؟ وما هذا العبث باسم الطب؟ الظاهر... بينتم الإسلام وما مكّنتم من التطبيق الإسلامى وبديله. واكتفيتم بالكلام وما سعيتم اليه. وكأن الأمر شأن طفولى .!!!
ولك ان تقدر ضعف وعينا وشدة غباوتنا وبلادتنا عندما نقدم نسائنا الى الاطباء بعد ان دفعنا الفلوس ببالغ الإكرام والتقدير. ان انظروا واكشفوا لها طبّا!!!  اخى! اتفقت معى او لم تتفق ان رأيى هنا ان معنى الحجاب والجلباب قد مُزّقت . وماذا تنتظر بعد؟
ومن البيّن,إن القرآن مشحون بالآيات تفرض على بنات آدم,التستّر والتّحجّب فرضا,وشدّد فيها لان لّا تُداس كرامتها, ارايت بعد هذا إنه تهاون وأغمض العينين فى شأن هكذا بغيض !!  كلا ثم كلا !!! اقسم لكم انه لاتتزكى لامتنا لإسلامية روحها ان رضيت هذا السبيل وتساهلت. واكتفت بالكلام دون النزول فى الميدان,ومن حقنا ان نقدر ان المشاكل العصرية دون هذا الأمر الهام!
يُحزننى مع بالغ الاسف ان رجال الدين واصحاب المنابر متى وجدناهم شعروا  وتكلموا فى مثل هذه الأمور الهامة. ومتى قدموا للامة فكرة التقدم والرخآء. كل الذى يبلَّغ لايَتجاوز الموضوعات الركيكة, تكرار وتكرار طوال العام. وكأنهم ما رَأَوْ  مشكلة  للأمة. وان تعجب فعجب من بعضهم يزلزلون المنابراو يقيمون الدنيا. غِيرة منهم دينية, لان المصلى لم يستر رأسه!!!  او انكر على من اقام حفلة الاربعين باسم الميت طعاما للآكلين!!  او اشترى تلفزيونا للناظرين!!  من بعض الناحية انهم معذورون, لانهم بلّغوا كما ثُقفوا.!!!  تعالوا واسمعوا هنا, يبدأ احدهم الخطبة وقد كظمت الغيظ  "فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاءِ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ" (القرآن 4-3 -) قلت فى نفسى هذا الحضور الغفير فى حاجة ماسة الى هذا البلاغ  المبين.!!!  مشكلة عصرية لامتنا الاسلامية. قدم وارتاح !!
ولو شئنا لقلنا إن رجال المواعظ اكثروا واكتفوا من الذكر الجانبى من مثل حديث "توالدوا وتكاثروا" وطبقوا فى انفسهم هذا المعنى كاملة قبل القوم!! لان الحديث اقرب الى الهوى. وتركوا توابعها. ما كبّروا شغلا ولا دعوا اليه. ثم ماذا؟ عملت الطبيعة عملها, وانفجر السكان ويزيد. وشاع الفوضى فى الإقتصاد وفى الأخلاق. ثم الفقر والتسوّل وضياع الأولاد فى الطريق. اسألكم برب الناس أهذا التكاثر الذى اردتم بالحديث؟  الأمة الإسلامية اكثر الأمم فقرا ومرضا وجهلا فى الميدان.لماذا؟ سوء التدبير لاغير. لان الشعور بان الدين عدوا لدنيا. وان احدا لايبلغ حقيقة التقوى الا اذا عاش حزينا كئيبا رضيا بالدون . قد شل التفكير. ومتى بيّنا للناس ان العمل فى المصانع وفى المزارع والصيد ليات وفى شئون الانتاج والاجادة كلها كالعمل امام المحراب؟
وما احسن ما قيل. ان اَسوء مابُلي به الدين معرفة جانب منه. ونسيان جانب اخر. ثم تضخيم مايعرف. وتهوين ما يجهل. وقد تهون عواقب هذا القصور فى شئون الناس المادية. اما بالنسبة الى الاسلام فان الامر يجلّ ويعظم! العيب كل العيب ان تنتظر من الكفار ان يعالجنا اذا مرضنا وان يعلمنا ويرزقنا ويحكم فينا اذا جهلنا وجُعنا ولشكوانا. ونتبجة هذا امتلك الكفار زمام الامور فى كل شئون الحياة. وسخّروها لدعم دينهم واهوائهم. وسخِروا بنا فى وسائل إعلامهم. اذن التثائب الطويل هوالباقى لنا!!!
ماذا نريد ونبغى؟ ما نتوقع من احد من غير قومنا ان يأتينا ويصلح احوال قومنا. او نترك للغيب ان ينوب عنا فى تدبير شئون ديننا ودنيانا. فلنفكر فى خطة شريفة, نريد قدرة الامة على الإستغناء بعملها وانتاجها والاستعلاء على متاع الدنيا بحيث تأخذ منه بقدر وتنصرف عنه متى شاء. ونبدأ عملا باسم الله . ونريح الجيل الناشئ من مثل هذه الويلات. فان قعدنا فان الجيل سيحمّل المسئولية على عاتفنا. وما تخلّفنا وأصيب فى صدورنا الا يوم غفل وفرّط الا باءُ فى ابناء يخلفهم.
ختاما نريد فى شئوننا كلها بديلا اسلاميا واكتفاء ذاتيا. خاصة فى شئون العلاج مثل انشاء المصحّات والمستشفيات حسب القدرة فى الاقاليم والقرى. طبيبات وقابلات فيها فى خدمة البنات والنساء. ويُحرّض اصحاب الأموال فى هذا المجال.ويُثقف الامهات والطالبات فى هذا المجال ليقفن على بينة من امرهن. لان جهلهن وغباوتهن فى هذه الشئون يزيدهن ذلّا. ويقدمهن فريسة للاهواء. خطباء المنابر واصحاب المواعظ يجنَّدون لهذا العمل الجليل على انه من الباقيات الصالحات.
هنا اقرؤوا معى ان شئتم : إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ  [١٣:١١]  أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ [٢٣:١١٥]    مَا خَلَقْنَا السَّمَاءَ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلًا  [٣٨:٢٧]  وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [٧:١٨٧]   وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ [٢٩:٤٠]  .
صدق الله
والسلام

اخوكم فى الله
محمد ازهر  10/4/1998م
UDUGODA,RUGGAHAWILA.
0094718324999

Comments